تنسيق مغربي- أمريكي لضبط الأمن بالساحل بعد التراجع الفرنسي

يرى محللون سياسيون أن التنسيق الأمريكي المغربي تجاوز مرحلة التعاون الاستراتيجي التقليدي بين البلدين إلى ما هو تكتيكي عملياتي، يعتمد على مقاربة التدبير المندمج لكل ما يشكل خطرًا على الأمن القومي للبلدين.

ويرى المحللون والمراقبون، أن لقاء مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI)، كريستوفر راي، مع عبد اللطيف حموشي، مدير المديرية العامة للأمن الوطني، ومدير مراقبة التراب الوطني، يندرج في إطار تنزيل بروتوكول التعاون الجديد والمتجدد الذي صادقت عليه الرباط وواشنطن، والذي يهدف إلى تحديث كل آليات التنسيق التدبيرية والعملياتية بين مختلف أجهزة أمن البلدين.

وتهدف هذه المقاربة الجديدة في التعاون الوثيق بين منظومة الأمن المغربي والأمريكي إلى خلق توازن أمني جديد في منطقة الساحل والصحراء، خاصة بعد خفوت الحضور الفرنسي الذي لم يعد مرغوبا به في المنطقة، والذي يواجه العديد من المشاكل ذات الأبعاد السياسية المرتبطة بتبعيات التاريخ الاستعماري لهذا البلد الأوربي.

وتشكل خريطة الرؤية الجديدة للتنسيق الأمني والدفاعي بين مختلف الأجهزة المغربية ونظيرتها الأمريكية خريطة جديدة للحضور المغربي الأمريكي في منطقة الساحل والصحراء، خاصة وأن الرباط تعتبر حجر الزاوية في معادلة الاستقرار الأمني والسياسي في المنطقة.

ولعل هذا التوجه الجديد للرباط في تعزيز تعاونه الاستراتيجي مع واشنطن فيما يخص العمليات الأمنية المعقدة والمركبة في المنطقة، يؤشر على تحولات أمنية غير مسبوقة لأسباب تاريخية وأخرى مرتبطة بالتهديدات الإرهابية العابرة للقارات.

ويذكر ان مدير (FBI)، كريستوفر راي، قام بزيارة عمل إلى المملكة المغربية على رأس وفد رفيع المستوى، يضم بالأساس نائبه المكلف بقسم العمليات الخارجية، رايموند دودا.

وكشفت المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أن المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، استقبل بمكتبه بالرباط كريستوفر راي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، في خضم زيارته إلى المملكة المغربية التي استغرقت يومين.

قد يعجبك أيضا