1.7 مليون مغربي يشتغلون بلا أجر .. حرفيون ومساعدون عائليون
أحداث الداخلة ـــ مُـتابعة
1.7 مليون مغربي يشتغلون بدون أجر.. أغلبهم مساعدون عائليون ومتعلمون حرفيون في المناطق القروية، ويُدمَجُون ضمن نسب التشغيل في المغرب في إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط.
وتمثّل هذه النسبة بالنسبة إلى الساكنة النشيطة المشتغلة، المقدرة بـ10 ملايين، ما نسبته 16.4 في المائة. ويُشكل الشغل غير المؤدى عنه 33 في المائة من الشغل في الوسط القروي، أما في الوسط الحضري فنسبته لا تتجاوز 3 في المائة.
وتفيد الإحصائيات الأخيرة، الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط، بأن 39,3 في المائة من النساء النشيطات المشتغلات يعملن بدون أجر مقابل فقط 9,5 في المائة من الرجال، وتبلغ هذه النسبة 70,5 في المائة لدى النساء القرويات؛ وهو ما يعني أن الشغل غير المؤدى عنه ظاهرة قروية بامتياز.
ويُعاني الشباب البالغ من العمر أقل من 25 سنة من هذه الظاهرة، ويعتبرون أكثر عرضة للشغل غير المؤدى عنه، حيث يمثلون 45,5 في المائة، وتتراجع هذه النسبة مع السن لتصل 11,2 في المائة لدى البالغين من العمر 45 سنة فما فوق.
ويتكون الشغل غير المؤدى عنه أساساً من المساعدين العائليين بنسبة تتجاوز 95 في المائة، أي أولئك الشباب والنساء الذين يشتغلون في الحقول أو الضيعات مع أسرهم أو أحد أفراد أسرهم أو عائلاتهم، وغالباً لا يتلقون أجراً مقابل ذلك؛ وهو ما يسمى بـtravail non rémunéré.
ويُشير إدريس الفينا، الخبير الاقتصادي المغربي، إلى أن الشغل غير المؤدى عنه يهم المتعلمين في مختلف الحرف المهنية الصغيرة، مثل الخياطة أو ورشات الميكانيك، إضافة إلى أفراد العائلة الذين يساعدون رب الأسرة.
ويوضح الفينا، في حديث لهسبريس، أن هذه الفئة، على الرغم من أنها لا تتلقى أجراً نقدياً، فإنها تستفيد في إطار التضامن العائلي أو ما يُسمى بالأجر الضمني. كما أنهم يساهمون في خلق الثروة؛ وهو ما يتوجب أخذه بعين الاعتبار في حساب الناتج الداخلي الخام للمملكة.
وفي نظر الفينا، فإن استمرار هذا النوع من الشغل غير مرتبط بشكل كبير بالتمدرس، ويؤكد أنها ظاهرة قديمة في المغرب، ويضيف قائلاً: “هذه الفئة يجب أن تستفيد من التكوين المهني لكي يكتسب خبرة، لكن المشكل أن أغلبهم يوجدون في العالم القروي، وهناك تغيب بنيات الاستقبال”.
وعلى الرغم من تلك الوضعية، يفضّل الكثيرون اكتساب حرفة في ورشات عملية عوض التمدرس في فصول التكوين المهني؛ وهي ظاهرة مرتبطة بالصناعة التقليدية والفلاحة تُمكن من توفير حرفة لعدد كبير من الشباب في أفق اكتسابها ودخول قنوات الشغل المؤدى عنه.
وتوجد ظاهرة الشغل غير المؤدى عنه في الدول النامية، ولا توجد بشكل كبير في الدول المتقدمة، وهي الظاهرة التي تستوجب حسب الخبير الاقتصادي برنامج خاص من لدن الحكومة المغربية للقضاء عليها بشكل نهائي لكي لا تضيع حقوق المشتغلين.
كما يدخل ضمن ظاهرة الشغل غير المؤدى عنه في المغرب بعض المُمارسات التضامنية القديمة التي زالت مستمرةً في المناطق القروية، حيث يكون المقابل بمنتوجات مثل القمح أو الزيت.