أكادير: خبراء وفاعلون مدنيون وحقوقيون يتدارسون وضعية واحات سوس ماسة وطرق الترافع عنها

خلال الورشة التشاورية التي احتضنتها مدينة أكادير يوم أمس الاحد حول موضوع “تحديات وآثار التغيرات المناخية على الواحات بجهة سوس ماسة” والتي شارك في بلورة نقاشاتها وأفكارها عدد مهم ونوعي من الخبراء والفاعلين/ات الجماعيين والسياسيين والجمعويين المدنيين منهم والحقوقيين وكذا الأساتذة الباحثين الجامعيين والأكاديميين وكفاءات متميزة مهتمة بالبيئة والتنمية المستدامة، خلال هذه الورشة التشاورية قالت الفاعلة الجمعوية والحقوقية فاطمة بنشريق بأن وضعية الواحات في السنين الأخيرة هي وضعية مزرية جدا بحيث تعيش هذه الأخيرة تراجعات سواء في المجال البيئي أو الاجتماعي الاقتصادي، أكثر من ذلك تضيف ذات المتحدثة بأن الواحة اليوم تعيش على وقع هجرة العنصر البشري بسبب هذا التدهور وهذه التراجعات.


وعلى هذا الأساس تؤكد فاطمة بنشريق عضو اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بأننا نحتاج لحلول تجاوز هذه الوضعية السلبية وذلك بتعبئة السكان للرجوع الى الواحة بتوفير ظروف العيش الكريم وظروف تحفظ كرامتهم، مع وجوب الإلتزام أخلاقيا بعدم الإستعمال المفرط لموارد الواحة باعتبار هذه الأخيرة منظومة بيئة لا تتجدد بحيث تعتمد على فرشة مائية جيولوجية لا تتجدد وقديمة جدا وغطاؤها النباتي هش وجب علينا الحفاظ عليها من التصحر والترمل، وعلينا جميعا أيضا السعي نحو بقاء الواحة موروثا لا ماديا ببلادنا.


الباحث والفاعل الجمعوي أحمد أوتزكي بدوره نبه في حديثه عن الموضوع إلى الوضع المتدهور للواحة، هذا التدهور يمس حسب ذات المتحدث يمس مجال الواحة وفرشتها المائية وإمكاناتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، خصوصا أن الإنسان الواحي اليوم يشكو من أن الواحة لم تعد تلبي حاجاته الاقتصادية والاجتماعية ما يدفع الكثير إلى الهجرة(…)

إذن نحن أما معضلة يضيف أحمد أوتزكي تستدعي وتقتضي من الجهات المسؤولة التدخل العاجل لإنقاذ الواحة، وهذا اللقاء التشاوري مناسبة صريحة لمطارحة هذه الإشكالية المتعلقة بتحديات وآثار التغيرات المناخية على الواحات بجهة سوس ماسة ولدق نقوس الخطر أمام الجهات الوصية للتدخل العاجل في المجالات الواحية وتمييزها تمييزا إيجابيا في المخططات التنموية وفي الميزانيات الترابية.

خالد بن السايح عضو مركز مدينتي للتكوين والإعلام قال عن اللقاء بأنه فعلا كان لقاء تفاعليا تشاوريا غنيا بحيث شملت مداخلات المشاركين/ات والمساهمين/ات إشكاليات الواحات التي تمضي نحو الإندثار بسبب المشاكل المتعددة التي تعاني منها، وحاولنا بفضل هذا اللقاء تشخيص الوضعية وتحليلها والانتهاء بوضع مجموعة من التوصيات التي تحث الجهات الحكومية المسؤولة والمنظمات الغير الحكومية وطنيا ودوليا والنسيج الجمعوي للحد من هذه المشاكل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه مما تبقى من الواحات بجهة سوس ماسة.

فاضمة ازوران عضو الائتلاف المدني للحقوق البيئية والتنمية المستدامة، أكدت بدورها على أن الواحة تعيش عل وقع استنزاف كبير لثرواتها وتأن على وطأة أمراض البيوض والرعي الجائر كما وتعاني من هجرة شبابها لها دون اهتمام ورعاية، الفاعلة الحقوقية ألحت على ضرورة الانتباه الى هذه الأمور أثناء وضع السياسات العمومية وادرجها في البرامج التنموية الحقيقية والتي من شأنها أن تشجع الشباب على الاستقرار مع مطالبة الجهات الوصية على وضع إحصاء للواحات بجهة سوس ماسة مع العمل على الترافع من أجلها باعتبارها موروثا وطنيا لا ماديا .

الفاعل التربوي والجمعوي إبراهيم مهين نوه بهذه الورشة التشاورية التفاعلية التي اعتبرها فضاء حرا للنقاش العمومي وفضاء حرا للبحث ومقاربة الإشكاليات المطروحة بواحات سوس ماسة، وتم بفضل هذه الورشة الجهوية رفع مجموعة من التوصيات من قبيل تبسيط مساطر الاستفادة من أشكال الدعم المخصص للواحات ومواكبة الساكنة المحلية والتعاونيات والفلاحين الصغار من أجل الاستثمار الأمثل وخلق مشاريع مذرة للدخل في المجال الواحي، إضافة إلى ضرورة التنسيق مع كل الشركاء والمتدخلين والفاعلين في هذا المجال وهذا ما سيتأتى من خلال المذكرة الترافعية التي سيتم رفعها لصناع القرار .

يذكر أن هذه الورشة التشاورية التي احتضنتها مدينة أكادير تأتي تبعا لعدد من الورشات التشاورية التي شهدتها كل من مدينة طاطا ومدينة تزنيت من توقيع جمعية تويزي للثقافة والعمل الإنساني تنزيلا لأهداف مشروع الترافع من أجل الواحة SOS oasis هذا الأخير يتم تنفيذه في إطار برنامج مشاركة مواطنة بدعم من الإتحاد الأوروبي تحت اشراف مكتب الأمم المتحدة لدعم المشاريع بجهة سوس ماسة UNOPS .

قد يعجبك أيضا