أحداث الداخلة ـــ مُتابعة
أكد المدير العام لمرصد الدراسات الجيو- سياسية بباريس، شارل سان-برو، أمس الجمعة بمراكش، أن القارة الإفريقية بحاجة للمغرب البلد الوحيد الذي يملك رؤية واضحة بشأن مستقبله والآليات الكفيلة برفع كل التحديات الأمنية.
واعتبر سان-برو، الذي كان يتحدث خلال جلسة عامة تحت شعار “أية استراتيجيات لمكافحة التهديدات السيبرانية .. بناء أمن المستقبل لإفريقيا”، في إطار الدورة العاشرة لمنتدى إفريقيا للأمن، أنه “لمواجهة هذه التحديات، ينبغي التوفر على رؤية واضحة وبرنامج ملموس، وهو بالضبط ما يقترحه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي طور استراتيجية لمواجهة التحديات الأمنية في إفريقيا”.
وأوضح أنه يتعين إيلاء الاهتمام اللازم لأربع مجالات أمنية على الأقل هي الأمن ضد الإرهاب، والأمن البشري، والأمن الطاقي، إضافة إلى الأمن البيئي.
ففي معرض تطرقه للأمن ضد الإرهاب، أشار السيد سان-برو إلى أن جزءا كبيرا من إفريقيا أصبح هدفا للجهاديين الذين نفذوا هجمات في مالي والنيجر وبوركينافاسو والكوت ديفوار ونيجيريا، وأماكن أخرى، مضيفا أن “التحدي السياسي والأمني الناجم عن التهديد الإرهابي أصبح يشكل مصدر قلق رئيسي”.
وأضاف أنه من أجل ضمان أمنها، فالقارة الإفريقية بحاجة لكفاءة موسعة، معتبرا “أن المغرب يضطلع بدور رئيسي لبناء أمن المستقبل لإفريقيا على اعتبار أن المملكة تتوفر على الخبرة والكفاءة اللازمة في هذا المجال”.
وفي ما يتعلق بالأمن البشري، أشار سان-برو إلى أن الشباب يمثلون نسبة هامة من ساكنة القارة الإفريقية، مضيفا أن شباب إفريقيا يتمتعون بالكثير من الإبداع والموهبة والطاقة التي يرتكز عليها الرخاء المستقبلي.
وارتباطا بالأمن الطاقي، الذي يمثل “التزاما على درجة كبيرة من الأهمية”، قال سان-برو إن موضوع الأمن الطاقي أصبح خلال العقد الماضي في صدارة أولويات السياسة العالمية، مشيرا إلى أن معظم التحليلات المخصصة للسياسة الطاقية العالمية تركز على مصالح وسلوك الدول الكبرى المستوردة للطاقة كالولايات المتحدة والصين.
واعتبر أن الجهود التي يبذلها كبار مستوردي الطاقة لتحسين أمنهم الطاقي من خلال إفريقيا تؤثر بشكل كبير على الأمن الطاقي داخل القارة الإفريقية.
ومضى قائلا إنه “في مجال الطاقات المتجددة، ينبغي الاعتراف بأن المغرب بلد رائد في هذا المجال”، موضحا أن المملكة اكتسبت بمرور السنين”خبرة جيدة” في هذا المجال وتنتهج سياسة استباقية.
وسجل أيضا أن “الاستراتيجية الطاقية للمملكة تروم تسريع ولوج القارة الإفريقية إلى الطاقة”.
من جهة أخرى، سجل الخبير الفرنسي أنه “لا ينبغي تجاهل” مسألة الأمن البيئي، داعيا إلى “وضع حد لنهب الثروات والحفاظ على البيئة”.
وقال إنه “في الوقت الذي يندفع الجميع نحو إفريقيا، يتعين على القارة الإفريقية ألا تتخلى عن ثرواتها الطبيعية”، مضيفا أنه “في هذه المعركة، لا يزال المغرب يضطلع بدور رائد بفضل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس”.
وتابع سان-برو أن الاقتصاديين يعتقدون أن القارة الأفريقية يمكن أن تصبح بحلول سنة 2030 واحدة من القوى الاقتصادية العالمية الكبرى بالنظر إلى الإمكانيات التي تزخر بها ، مشيرا إلى أن التنمية الاقتصادية للقارة تقتضي تطوير “بنيتها الأمنية”.
وخلص إلى أنه “آن الأوان لاعتماد رؤية جديدة لإفريقيا تجعل منها قارة للمستقبل غنية برجالها وأرضها وثقافتها، وزاخرة بمواردها العديدة، وهو تماما ما يقترحه صاحب الجلالة الملك محمد السادس”.
وتروم هذه التظاهرة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على مدى يومين، بمبادرة من المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية بشراكة مع الفيدرالية الإفريقية للدراسات الاستراتيجية، تسليط الضوء على واقع الأمن بإفريقيا وإبراز التحديات التي يتعين على القارة مواجهتها.
كما يعتبر هذا المنتدى، المنظم حول موضوع “بناء أمن المستقبل لإفريقيا”، بمشاركة ثلة من الخبراء ومسؤولي منظمات دولية ومسؤولين مدنيين وعسكريين من عدة بلدان، فضاء لتحليل ومناقشة وتبادل التجارب والخبرات في هذا الميدان.
تعليقات
0