أحداث الداخلة ـــ مُـتابعة
مافتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس يولي أهمية قصوى للماء، حيث أكد أكثر من مناسبة حرص جلالته على المحافظة على الموارد الاستراتيجية للبلاد وتثمينها وفي مقدمتها الماء..
وفي هذا الإطار، شدد جلالته، في خطابه الذي ألقاه بمناسبة الذكرى الـ19 لعيد العرش، على أن المخطط الوطني للماء، يجب أن يعالج مختلف الإشكالات المرتبطة بالموارد المائية خلال الثلاثين سنة القادمة..
وطالب جلالته، في ذات الخطاب، “الحكومة والمؤسسات المختصة باتخاذ تدابير استعجالية، وتعبئة كل الوسائل لمعالجة الحالات الطارئة، المتعلقة بالنقص في تزويد السكان بالماء الصالح للشرب، وتوفير مياه سقي المواشي، خاصة في فصل الصيف”.
وجاء حديث جلالة الملك في خطاب العرش عن سياسة المائية، تفاعلا مع احتجاجات المواطنين في الأشهر الماضية بمناطق متفرقة وحول عدم استفادتهم من الماء الصالح للشرب.
الخطاب الملكي حمل رسالة واضحة للمسؤولين وهي أن احتجاجات المواطنين على نقص أو غياب الماء الصالح للشرب لم تعد مقبولة في المغرب الحالي، إذ أن مثل هذه الاحتجاجات على الماء أمرا يمس بصورة البلد.
وعندما تطرق جلالة الملك في خطاب العرش إلى إشكالية الماء، كان ذلك بمثابة إنصات لهموم المواطن وكذا الفلاح المغربي وحاجياته من الماء، وهذا ما ظهر في تأكيد جلالته على الحكومة والمؤسسات المختصة بأنها معنية باتخاذ تدابير استعجالية من أجل تحسين السياسة المائية، مضيفا، أن “هناك ضرورة ملحة لتمكين جميع المواطنين المغاربة من الحصول الماء الصالح للشرب وإلا سنكون أمام احتجاجات دائمة للمطالبة بالماء”.
وأصبح الماء الصالح للشرب يرتبط بكرامة الانسان المغربي، كما أن الاقتصاد الوطني مرتبط بالدرجة الأولى بالفلاحة، وهذه الأخيرة رهينة بالماء، والدليل على ذلك أن تقرير والي بنك المغرب أشار خلال اللسنة المنصرمة إلى أن المغرب حقق نسبة نمو بلغت 4.1 بالمائة بفضل التساقطات المائية خلال هذه السنة..
وقد حقق المغرب الريادة في مجال السياسة المائية، وتم تحقيق الغايات المنشودة، وذلك من خلال اعتماد مجموعة من التدابير، والتي يبقى أهمها المشاريع المتعلقة ببناء السدود، كما أن هناك حرص ووعي بأهمية العمل على مشاريع تحلية ماء البحر والمياه الجوفية.
وكان جلالة الملك محمد السادس قد ترأس، يوم الخميس 18 أبريل الجاري، بالقصر الملكي بالرباط، جلسة عمل خصصت لإشكالية الماء..
وبهذه المناسبة، أكد جلالة الملك على مسألة التزود بالماء في المناطق التي تغطي شمال وشمال شرق المملكة، والتي تمتد من وجدة إلى طنجة.
وجاء في بلاغ للديوان الملكي، أن حاجيات هذه المناطق من الماء تتزايد خلال فصل الصيف، بأكثر من الضعف، وحاليا طوال السنة، نظرا لتطور السياحة وللدينامية الملحوظة الناجمة عن المشاريع الصناعية المهمة القائمة أو المشاريع ومناصب الشغل التي تم إحداثها من طرف هذه القطاعات.
وعلى غرار منظومة إنتاج سيارات رونو أو مشروع مدينة محمد السادس “طنجة -تيك”، الذي يتم إنجازه بشراكة مع فاعلين صينيين، تتطلب هذه المشاريع السوسيو اقتصادية تعزيز قدرة التزود بالماء.
وستتم تلبية هذه الحاجيات بفضل تصاميم للربط والسدود الثلاثة الكبرى الجديدة التي سيتم تشييدها بهذه المنطقة، بما في ذلك سد بني منصور، الذي ستبلغ طاقته الاستيعابية أزيد من مليار متر مكعب.
ومن جهة أخرى، أعطى جلالة الملك توجيهاته السامية للحكومة قصد استكمال البرنامج الوطني الأولوي المتعلق بالماء وتدبيره، والذي سيشكل موضوع اجتماعات يترأسها جلالة الملك، والذي يتعين أن يولي اهتماما خاصا لتأمين تزويد المراكز التي تعرف خصاصا مزمنا في الماء.
تعليقات
0