تعامل المغاربة مع الأخبار الزائفة ومواقع التواصل الإجتماعية.. هل هي قلة وعي أم أن الدولة خارج التغطية؟

يحيى الغليظ

 

أصبح استعمال مواقع التواصل الإجتماعية وتصفح الجرائد الإلكترونية من طرف المغاربة، في تزايد خلال السنوات الأخيرة، وتزامناً مع ظهور الهواتف الذكية الجديدو وذات الثمن الرخيص، الأمر الذي ساعد كذلك في تزايد عدد المستعملين لهذه الوسيلة التكنولوجية الحديثة، وتصفح الأنترنيت بشكل كبير.

 

وحسب بحث ميداني حول مؤشرات تكنولوجيا المعلومات والاتصال لدى الأسر والأفراد اتساع دائرة استخدام الهواتف الذكية والإنترنت في أوساط الأسر المغربية خلال السنوات الأخيرة.. أكد هذا البحث أن نسبة 99 في المائة من المغاربة يستعملون الهواتف الذكية، وأن هؤلاء المغاربة بطبيعة الحال يستخدمون مواقع التواصل الإجتماعية، وكذلك الجرائد الإلكترونية التي فاقت بعضها مواقع التواصل الإجتماعي في المغرب حسب ترتيب إليكسا المختص في ترتيب المواقع الإلكترونية.

 

كيفية تعامل أغلب المغاربة مع هذه التكنولوجيا الجديدة، يطرح عدة تساؤلات وعلامة استفهام، ومن بين هذه التساؤلات هل بعض المغاربة ليس لديهم الوعي الكامل بالطريقة الصحيحة التي يستعمل بها هذه المواقع سواء التواصل الإجتماعية أو الإخبارية، بحيث أنه وحسب ملاحظات العديد من المتتبعين سواء في مجال التكنولوجي، أو في المجال الإعلامي، فإنه بالتأكيد هناك خلل ما في طريقة استعمال بعض المغاربة لهذه التكنولوجيا التي ليست بالجديد عليهم، وإنما ربما جديدة عن ثقافتهم وحياتهم الطبيعية التي عاشوها قبل ظهور هذه الهواتف الذكية خلال السنوات الأخيرة.

 

إن تعامل الكثير من المغاربة مع مواقع التواصل الإجتماعية وبعض الأخبار الزائفة، يعتبر تعامل غير طبيعي ولا هو مناسب لهذه التكنولوجيا والتطورات التي يعرفها المجال الرقمي بالعالم، بحيث أن أغلب المغاربة يعتبرون أي شيئ منشور على الأنترنيت هو فعلاً حقيقي ومؤكد منه، خصوصاً الأخبار والفيديوهات والصور التي تنشر على بعض المواقع الإخبارية المغربية، والتي تفتقد إلى المهنية الصحفية والالتزام بالقوانين المعمول بها.

 

فإنه وخلال السنوات الأخيرة، عرف الأنترنيت المغربي، ظهور عدد كبير من الأخبار الزائفة والتي هي عبارة عن فيديوهات مصورة، وصور، وأخبار غير موثوقة، حيث أغلب المغاربة يستقبلونها ويتم تداولها على نطاق واسع دون التأكد من صحتها.. هنا يكمن الخلل في ما يخص انتشار فضائح الناس، والترويج للأخبار الزائقة، التي يشتكي منها جانب آخر من المغاربة.

 

بحيث ومن خلال المنطق فإن الأخبار الزائفة والفيديوهات والصور المفبركة، لا تظهر على نطاق واسع إلا بواسطة بعض المغاربة الذين يتداولونها بشكل واسع على مواقع التواصل الإجتماعي، يعني أن أصل المشكل يكمن في المجتمع المغربي وطريقة تعامله مع هذه التكنولوجيا الحديثة، والتي هي حقيقة يجب أخد الحيط والحذر معها.

 

يعني هناك مشكل في طريقة تعامل بعض المغاربة مع مواقع التواصل الإجتماعية، أصله ربما في الوعي وطريقة تحليل الأخبار الزائقة والتأكد من صحتها قبل نشرها أو مشاركها على نطاق واسع، بمعنى وجب على الدولة خصوصاً الوزارات المعنية، أن تشرع في حملة توعوية توعي من خلالها المغاربة عن كيفية التعامل مع هذه التكنولوجيا، وكيف التصدي للأخبار الزائقة والتعامل معها وعدم مشاركتها إلا وإن كانت صحيحة ومؤكدة.

 

فعلاً هذه التكنولوجيا الحديثة، أثرت كثيراً على العديد من الأشخاص بل الأسر بالأعداد الكبيرة، كانوا ضحية مشاركة الأخبار الزائفة والفيديوهات والصور الغير موثوقة، وهو ما يسبب في أمراض نفسية للبعض ولخسائر مادية للبعض الآخر… وتستمر المعاناة إلا أن يتم تطبيق حل جدري ينهي هذه الثورة التي خلفت الكثير من الضحايا والخسائر الصحية والمادية.

 

فالدولة بدورها حاولت التصدي ووضع حداً لهذا الأمر الخطير جداً، لكن دون جدوى، ولا أي نتائج إيجابية لحد الآن، منذ تطبيق الدولة لتعديل جديد في القانون الجنائي الذي نصّ على أن المساس بخصوصية الآخرين من خلال نشر صورهم أو أقوالهم بغرض التشهير بهم سيعرض صاحبها إلى عقوبات سجنية وغرامات مالية قد تصل إلى 5 ملايين سنتيم… وبحسب الفصل 1-447 من القانون الجنائي المتعلق بحماية الحق في الخصوصية فإنه “يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات وغرامة من 2.000 إلى 20.000 درهم كل من قام عمداً، وبأي وسيلة بما في ذلك الأنظمة المعلوماتية، بالتقاط أو تسجيل أو بث أو توزيع أقوال أو معلومات صادرة بشكل خاص أو سري، دون موافقة أصحابها.

 

ورغم هذه القوانين وبالإضافة إلا قانون الصحافة التي وضعته الوزارة الوصية وتسعى إلا تطبيقه بشكل كامل، فإنه مازال لحد الآن المشكل هو المشكل، وأن حله بيد الدولة والمواطنين نفسهم، بيد أن المسؤولية مشتركة، ولا حلول إيجابية لهذه القوانين دون أن تشرع الدولة في توعية المغاربة بهذه القوانين، وكذالك توعيتهم بخطورة التعامل مع الأخبار الزائفة، والتعامل مع الإشاعة والأخبار والصور والفيديوهات الغير مؤكدة على مواقع التواصل الإجتماعية.

 

قد يعجبك أيضا