Advertisement

المعايير الدولية المزدوجة لحقوق الإنسان بدولة فلسطين

أحداث الداخلة الأربعاء 18 أكتوبر 2023 - 19:52

محمد أحمد حمنة، باحث بسلك الدكتوراه: القانون العام و العلوم السياسية

لا يكاد يخفى على احد واقع حقوق الإنسان بغزة الأحرار ، بعد تعرضها للهجوم الإسرائيلي المحتل، بدعم أوربي و بمساعدة عسكرية قوية من الشيطان الأكبر : الولايات المتحدة الأمريكية، بحاملتي طائرات و أسطول بحري كبير يزيد عند 10 ألاف بحار و كأنها في مواجهة مع قارة بأكملها، بينما هي في الحقيقة في مواجهة مع رقعة جغرافية لا تتعدى 360 كلمتر .

و للتوضيح أكثر فالقانون الدولي الإنساني و القانون الدولي لحقوق الإنسان مجموعتان متميزتان من القواعد القانونية لكنهما متكاملتين. ويعنى كلاهما بحماية أرواح الأفراد وصحتهم وكرامتهم. لكن، القانون الدولي الإنساني ينطبق في النزاعات المسلحة فقط بينما يسري قانون حقوق الإنسان في كل الأوقات سواء في حالات السلم أو الحرب.

و من خلال ما شاهدناه من تغطية وسائل الإعلام الدولية الشفافة و النزيهة لواقع الحال بقطاع غزة، فانه لا يضع أي مجال للشك على أن هناك انتهاك صريح لحقوق الإنسان، و عدم الامتثال للقانون الدولي الإنساني أثناء الحرب. بحيث نرى على أن الكيان الصهيوني الغاشم المحتل يستهدف الأهداف المدنية : الأحياء السكنية الآهلة بالسكان، المستشفيات، حتى المدارس الدولية المسيرة من طرف الأمم المتحدة لم تسلم من بطش الرشقات الصاروخية التي لا تميز بين كبير ولا صغير .

كما لاحظنا على أنهم بدل استهداف المنشآت العسكرية ، يستهدفون المدنيين عن قصد و سبق إسرار و ترصد ، من دون أي محاكمة دولية للكيان الصهيوني الغاشم، و لعل الاستهداف الأخير “لمستشفى المعمداني” الذي خلف 500 شهيد، خير دليل على الانتهاك الصارخ لحقوق الانسان .

و ما زاد الطين بلة، هو عندما وصف شبه رئيس وزير الدفاع الصهيوني الإسرائيلي الغاشم : الفلسطينيين بأنهم حيوانات بشرية ، و لم يجد أي تنديد لذلك من طرف أي دولة عربية . هنا يظهر لنا جليا على أن أغلب الدول العربية ما هي إلا كراكيز كانت تسييرها أمريكا و إسرائيل في الخفاء و أصبح ذلك في العلن بعدما قامو بالتطبيع مع المحتل.

و عليه لقد تبين للعالم اجمع على أن الغرب بصفة عامة و دول الاتحاد الأوربي بصفة خاصة تنهج سياسية (المعايير المزدوجة لحقوق الإنسان) ، فعندما يستشهد ملايين الشهداء الفلسطينيين لا نرى لهم أي تحرك، و عندما نرى نفوق جندي إسرائيلي مستعمر يتحرك الإعلام بكل تلاوينه السياسية و الرياضية و الأدبية للتشكيك في إنسانية من قتله. مع العلم على انه هو المعتدي على العباد و البلاد.

و عليه فانه يجب على الفلسطينيين أن يطورو من قدراتهم الهجومية ، و عدم انتظار دعم أو مساندة من أشباه الدول العربية التي إن دعمت ، تدعم بتصريح تضامني فقط، فالشعب الفلسطيني لا يريد تصاريح بقدر ما يريد الرصاص الحي و الذخيرة و الطائرات المسيرة و الحربية و الدبابات و القنابل العنقودية و الفوسفورية ايضا، ف “طوفان الأقصى” خير دليل على قوة و عزيمة و إصرار الجناح العسكري حماس لمواجهة الكيان الإسرائيلي و مهاجمته في عقر داره.

و نتمنى ان يأتي طوفان الأقصى مستقبلا بحلة جديدة “زلزال الأقصى”، و يزلزل الكيان الصهيوني الغاشم من جميع الاتجاهات ،و يثلج قولبنا مرة أخرى.

هذا هو لسان حال جميع الفلسطينيين الذي يقول أن الوطن الذي نعيش على أرضه، ليس مجرد أرض وسماء بل هو هوية ودين وعقيدة، لذلك فإنه من المهم أن ندافع عنه ونموت من أجله.

و في إطار الدفاع عن الأرض فيقول تشي جيفارا عن الوطن : لا يهمنى أين و متي سأموت بقدر ما يهمنى أن يبقي الوطن. لذلك يجب على العالم اجمع أن يعرف على أن الفلسطينيين لن يتخلو عن شبر واحد من أرضهم و لو كلفهم ذلك حياتهم.

و في الأخير اختم بمطلع قصيدة الشاعر التونسي الكبير أبو القاسم الشابي و التي جسدت قوة الشعب الفلسطيني و عزيمته لن تكسرها الأيام مع مرور الزمن، ولن يقضي عليها المحتل بمساعدة الغرب أو العرب:

إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ

ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينــــجلي ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ

تابعوا آخر الأخبار من أحداث الداخلة على Google News تابعوا آخر الأخبار من أحداث الداخلة على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أحداث الداخلة على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الخميس 28 مارس 2024 - 20:09

الداخلة… في غياهب الظلام

الثلاثاء 5 مارس 2024 - 00:18

المسلسلات الرمضانية على قناة العيون الجهوية باتت تتسم بالرداءة بعد إقصاء مجموعة من الفنانين والممثلين الواعدين.. بقلم : محمد الدي

الخميس 16 نوفمبر 2023 - 21:02

ملحمة الݣرݣرات: قواعد إشتباك جديدة تُحَصِّنُ الإستقرار الإقليمي

الخميس 5 أكتوبر 2023 - 20:05

مونديال المغرب – إيبيريا 2030 : كأس عالمية عابرة للثقافات في ثلاث قارات