( إعداد: محمد القادري )
على بعد حوالي 30 كيلومترا شمال مدينة الداخلة، تمتد الكثبان البيضاء التي تعد وجهة إيكولوجية جاذبة لعشاق الطبيعة والباحثين عن الاسترخاء وتغيير الأجواء.
ويوفر هذا الموقع فضاء رائعا وخلابا يتيح للزوار والسياح مغاربة وأجانب الذين يقصدونه عبر رحلات تنظم في إطار أنشطة للجمعيات، قصد الاستمتاع بروعة هذه الكثبان الرملية القابعة في عمق البحيرة لتشكل في وسطها بحيرة جزيرة صغيرة.
إن هذه الكثبان البيضاء البراقة هي كثبان رملية ضخمة بارزة أمام الزائر مع سماء زرقاء صافية في الخلفية ومنظر بانورامي خلاب تعكسه المياه البلورية لخليج الداخلة.
ويكتسي هذا الموقع على الخريطة السياحية للؤلؤة الجنوب، أهمية قصوى حيث يشكل محطة لا غنى عنها في المسارات السياحية المقدمة للسياح، بالإضافة إلى أنه يسهم في تنويع العرض السياحي المحلي.
هذه الكثبان الرملية البيضاء، التي لا يمكن الولوج إليها إلا بواسطة سيارات ذات دفع رباعي على مسار رملي عابر للصحراء، تمثل بعمق روح عشاق الطبيعة الذين يندفعون لاستكشاف هذه الزاوية الصغيرة من الجنة ذات الجمال الأخاذ والمميز بنظام بيئي فريد.
كما أن هذه الكثبان البيضاء، التي تعد جوهرة حقيقية تستهوي هواة رياضات التزحلق بفضل رمالها البيضاء ومياهها البلورية، والذين يتوافدون على هذا الموقع الساحر لممارسة رياضة ركوب الأمواج الشراعية في جو مريح وأداء عروضهم البهلوانية.
وأكد عبد الرحمن بوحميدي، سائح من مدينة مكناس، أن هذا الموقع السياحي الإيكولوجي يتيح استنشاق أكسجين نقي ويسمح بعيش تجربة فريدة وتغيير مناظر طبيعية خلابة.
وأضاف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المكان يكتسي أهمية إيكولوجية وسياحية كبيرة، مشيرا إلى أنه سيزور، رفقة أصدقائه، مختلف المواقع الطبيعية في المناطق النائية للداخلة، من قبيل جزيرة التنين والموقع الساحلي “بورتو ريكو” وسبخة “إمليلي”.
من جهتها، أكدت جاد ماركيز، مواطنة كندية تقدم دروسا في اليوغا لفائدة زبناء مؤسسة فندقية بمدينة الداخلة، أنها تنظم بانتظام دروسا في اليوغا بالكثبان البيضاء التي تظل “موقعا حيويا بامتياز”.
وقالت “بهذه الكثبان البيضاء، تشعر بطاقة تتولد من حولك”، مبرزة أن هذا الموقع هو المكان المثالي لتنظيم حصص في اليوغا والاستفادة من طاقةتنبعث منه. إن هذا الموقع الإيكولوجي الذي هو مثل سراب في وسط الصحراء، يتيح فضاء متميزا للتوقف والاستراحة بالنسبة لآلاف الطيور ومختلف أصناف الكائنات الحية، منها طيور النحام الوردي والطيور المهاجرة.
إن مدينة الداخلة تظل بالنسبة لعدد كبير من السياح مغاربة وأجانب من هواة الطبيعة، الوجهة المفضلة للسياحة الإيكولوجية بالنظر إلى ما تزخر به من مؤهلات طبيعية وبيئية تحفز أكثر على الاستكشاف.
إن لؤلؤة الجنوب، الواقعة في شبه جزيرة تمتد بين محيط هائج وعاصف وبحيرة هادئة، قد اكتسبت، اليوم، سمعتها كموقع متميز للسياحة الساحلية والإيكولوجية بالمغرب باعتبارها وجهة واعدة تجذب المزيد من المهتمين ممن يتقاسمون شغفهم بالطبيعة وذوق المغامرة.
تعليقات
0