الإدماج أو البلوكاج؟ !!!!

أحداث الداخلة ـــ وسيم شغيروش

 

كلمتان متناقضتان غريبتان لا تعرف إحداهما الأخرى ، من ثقافتين مختلفتين الأولى من لغة الضاد العريقة والأخرى ماذا يقال عنها غير مسخ فرانكشتاني مصطلح موليري برداء عربي ، لكنهما اجتمعتا معا كشعار ..لمطلب عشرات الالاف ممن وقعوا طواعية ظاهريا على أن هذا العقد لا يخول لك الإدماج في سلك الوظيفة العمومية ..ليدرك بعد سنتين أنه غبن في هذا العقد ..وصاح بملء فيه ” فرضتم علي التعاقد وأنا له رافض فأدمجوني أو كيف أقولها ” نبلوكيكم” أو نبلوكيها” ” وهنا لن أتحدث بلغة القانون فأقول عن كون العقد شريعة المتعاقدين أو كون الغبن أو الإكراه يبطل العقد إن تبث ..ولن أتحدث بلغة الدين فأذكرهم بقوله تعالى ” وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤولًا” ، فأكيد ان اساتذتنا الأجلاء غير غافلين عن هذا وان لهم تبريرات أقرأها هنا وهناك متناثرة في منشورات على حيطان “زرقاء ” لا تفقه ما كتب عليها ..وكم تمنيت لو قرأت تحليلا منطقيا قانونيا ..يشرح وجهة النظر بكل عقلانية وتجرد ..بدل تلك الشعارات التي لا تتعدى جملة أو جملتين ..بالخط العريض دفاعا عن المدرسة العمومية !!! مجانية التعليم !! الإدماج أو الاستشهاد!!! الموت او المذلة !!!! شعارات تجعلني في حيرة من أمري ..فأتأمل الواحد تلو الأخرى محاولا الفهم فيستعصي علي الأمر فأقول ياليتني ألقى هذا الفهيم المبدع ليفهمني فرغم أني قضيت سنوات وسنوات في هذا القطاع وخبرت نضالات ونضالات لنساء ورجال التعليم في محطات عدة لانتزاع حقوقهم المهضومة والمطالبة بتسوية ملفاتهم ..حقا فاجأني هذا النوع الجديد من الأساتذة الذين لم يقض أكثرهم بيننا سنتين أو ثلاث حتى باتوا هم مركز المنظومة واعتبروا ان مفاتيح الخلاص كلها اليوم بين يديهم أنه اليوم بهذا النوع الغريب من النضال في قطاعنا سيحققون لهم ولكل الفئات ما ناضلوا ومازالوا ..وتذكرت أبا الحروف ..أقوى من الشدة أطول من المدة أرق من السين اسرع من رمش العين ..ابشروا سجناء الزنزانة ..و يا ضحايا النظامين ..ويا ..ويا …ماعجزت نقاباتكم وتنسيقياتكم .. عن تحقيقه فنحن قادرون ..نحن ال ..70 ام 50 ام تراهم صاروا اليوم ال40 الف ..بشعارنا ” الإدماج أو البلوكاج ” سنريكم كيف تركعون هذه الدولة لتخضع لمطالبكم ..الامر بسيط .. افضل وسيلة لابتزاز الدولة هي لي ذراعها ..وحجز رهائن ..ليس بالسلاح ..لالا ..بل التلاميذ ..نعم التلاميذ ..فهؤلاء هم سر قوتنا ..هم درعنا الواقي ..وهذه الدولة والممثلة في الوزارة ..حتما لن تستطيع أن تترك هؤلاء الأطفال الأبرياء أبناء الشعب المقهورين ..الذي لم تسعف القدرة آباءهم لإلحاقهم بمدارس البعثات او المدارس الخاصة ..ودفعتهم الفاقة الى المدرسة العمومية التي مازالت تتلقى السنة بعد السنة الطعنات تلو الطعنات .. .كم ستصبر الدولة ..اسبوع …مر الأسبوع الأول ..لاشيء ..الاسبوع الثاني ..ما قدمته الدولة غير كاف لا نريد تحسين الأوضاع ..لا نريد التخلي عن نظام التعاقد ..الاسبوع الثالث ..لن نقبل بالتوظيف الجهوي ولا بالترسيم ولا بالمماثلة ..مازال نفس الشعار الادماج أو البلوكاج ..صامدون صامدون ..نعم انتم صامدون ..لكن المدرسة العمومية المهترئة منذ زمن بكل ما يثقل كاهلها لا لم تعد قادرة على الصمود اكثر ..مناهج بالية وعنف وضعف تحصيل و…و…و.. وأخيرا.. أساتذة لا هم لهم سوى التوظيف العمومي .. لا هم لهم سوى تأمين مستقبلهم وضمان تقاعدهم ..وتزداد الحسرة حسرة…وانا أتذكر يوما منظرا نقلته شاشات الأخبار ..مدارس مهترئة لا بنظامها بل بجدرانها ..مدرسة بل سقف في غزة ..واستاذ يقف وسط تلامذته شامخا ..متشبتا بمهمته ورسالته ..وبدون أجرة في فترة الحصار توقفت الأجور للمعلمين ..وظلوا صامدين ..من أجل من لا نعرفه نحن ..من اجل الوطن ..من أجل مستقبل الوطن ….رغم معرفتهم أن تلك الدولة باعت الوطن منذ زمن .. كيف يمكن لنفس هذا الذي يقايض مصلحته بمصلحة التلميذ أن يدعي الدفاع عن المدرسة العمومية ..كيف؟ واسر كثيرة حملت أبناءها رغم فقرها مرغمة للمدراس الخصوصية ..سيردون قائلين ..لسنا نحن بل الوزارة الدولة هي التي حرمت أبناءكم ..هي التي لا تريد ان تحقق لنا مطلبنا …ابناءنا يا سادة كانوا داخل اقسامهم أنتم من غادرها ..وليست الدولة من فرضت عليكم الخروج .

 

 

إن كانت هي من فرض عليكم التعاقد و هي من فرض عليكم الخروج …فمن انتم ؟سفهاء ..بالمعنى القانوني ..ام قاصرين ..او مغرر بكم ..أم ماذا ؟ أنتم من رفع ذلك الشعار الغريب ..الادماج او البلوكاج ؟ حقق لي ما اريد أو أوقف العجلة ..لتكن سنة بيضاء ..لتهد أحلام كل أولئك التلاميذ ..ولتذهب سنة من عمرهم فداء وقربانا لنا ..وحين سندمج احبائي سنعوضكم ..نعم تلامذتنا الأعزاء حين تحرركم هذه الوزارة …سنكرس كل وقتنا لنعيد لكم كل ما ضاع فصبرا جميلا ..لا أريد تعويضا أو استدراكا أستاذي بل أريدك ان تدرسني ان تعطيني حقي ..أنا لا يهمني إن كنت موظفا جهويا او عموميا .. كل ما يهمني ان اراك هناك أمام السبورة تفعل ما انت مسؤول عنه اما الله وامامي ..هذا لسان الحال !!! كم منكممن اوقفه تلميذه او تلميذته ..متى تعود ياأستاذ(ة) ؟ أي قسوة هذه ..صمود هذا ؟؟.أي قدرة هذه؟ أي القدرة على صم الاذان ..والأفئدة ..الى حين تحقيق المطالب ..هل يغمض لك الجفن ..هل تستطيع ان تنام مرتاحا وانت تعلم ان حقوق أبرياء تضيع بسبب تشبتك بحقك ؟ ..حضر وحضري من اليوم الجواب الصحيح يوم التسآل .؟ يامن ضيع الأمانة لدواعي مادية محضة ..ليت الداعي غيرة عن مستقبل الوطن أو جودة التعلمات ..أو إصلاح المنظومة …بئسا لهذا الزمن الذي بتنا فيه لا نرى ابعد من انوفنا ..كل همنا أجرة ثابتة ..وتقاعد مريح ..وشقة بسلف ..وسيارة وهاتف اخر موديل ..حين توقف لدينا الشعور بهذا الوطن ..ومستقبل الوطن ..فما رف لنا جفن ونحن نعرض التعليم قلب الأمة في المزاد ..الا اونا الا دوي من يزود ..هم من جهة وأنتم من جهة ..والقلب أصلا منهك ومتعب ..بالله عليكم أفيقوا من غفلتكم ..لن أقول عودوا لأقسامكم ..بل سأطلب منكم ان تغادروا ..غادروا ..من باع مرة قادر على البيع مرات ومرات ..الا ترددون الرزق على الله ..فلتبحثوا عن الرزق في مكان آخر ..وحتما الله لن يخيبكم ..فالتعليم ليس مجرد مصدر رزق أنه اكبر من ذلك ..ان لم تكونوا قادرين على التضحية لاداء مهمتكم ..غير قادرين على العطاء والعطاء بل حساب ..أن كنتم لا ترون فيه الا منصبا قارا وأجرة ثابتة وتقاعد مريح ..فاستحلفكم الله اتركوه .

 

 

دعوه ..فكافاه ما يعانيه ..كفاه ..ان كانت ف لديكم ذرة من الوطنية وحب الوطن ..فارحموا الوطن وارحموا شعبه ..فكفاه ما يلاقيه من المفسدين والناهبين والسارقين ..فلا تزيدوا الطين بلة .. لا تموتوا من اجل الإدماج ..لكن موتوا من أجل الوطن ..فالموت الاول انتحار والثاني استشهاد ..الموت الأول مذلة والثاني هو الكرامة …الموت من أجل الوطن استشهاد وكرامة ومن اجل الوظيفة العمومية انتحار ومذلة .

 

قد يعجبك أيضا